من يلتقي وليد جنبلاط يسمع كلاماً واضحاً ومتشدداً برفض مرشح الثنائي، ال ح زب وحركة «أمل»، مع فتح كوة بالموافقة على فرنجية إذا أتت خارجياً لجهة الموافقة الاقليمية السعودية ومعها ضوء أخضر دولي، وهو كلام يأتي ربما لعدم الظهور بمظهر الرافض المتشدد فجنبلاط الأب يعلم تماما أن الرياض غير موافقة على فرنجية وكل ما قيل حول ذلك منذ التسوية السعودية - الإيرانية حول مبادلة يمنية بلبنان، كان سراباً. لكنه يبدو شديد الانتقاد للسياسة الفرنسية تجاه لبنان وسوريا والمنطقة ويتحدث عن تفاصيل السياسة الفرنسية السلبية ومبتغاها المصلحي من المشرق ليعود في حديثه الى زمن الانتداب والأم الحنون التي أنشأت لبنان الكبير ولم تتغيّر ولا تريد أن تتغيّر!
يوافق جنبلاط الأب نجله على الكثير من الخلاصات في الرؤية الداخلية للبيئة الدرزية والخارجية حول الرئاسة، لا سيما في العلاقة مع الموارنة وينقل البعض عنه على سبيل التهكم بأن «صراعهم ما بينتهي.. وجودهم مشكلة وبلاهم مشكلة ومش قادر أطلع منهم».
في هذه اللحظة، يبدو وليد جنبلاط متشائما تجاه أي حل قريب للرئاسة.
«أنا قرفان» يصارح زائريه، فلا ضوء في آخر النفق كما يبدو له. حاول ومعارضي فرنجية تحريك المياه الراكدة عبر تأييد جهاد أزعور في الجلس الرئاسية الأخيرة في تقاطع بين المعارضة و«التيار الوطني الحر»، والنتيجة كشفت بأن قوة المعارضين لا يمكن تجاوزها بالحصول على 59 صوتا وحصول فرنجية على 51 (غمز البعض من قناة كتلة جنبلاط بتوفير بعض الأصوات للأخير لكي لا يكسر الجرّة مع الثنائي، ما ينفيه جنبلاط).
تمرير آمن لتيمور
لكن في كل الأحوال يلفت الرجل الى أن جعجع (لدى جنبلاط الكثير لقوله ضده في المجالس الضيقة) ورئيس التيار جبران باسيل نفسيهما لا يريدان أزعور رئيساً وهما يناوران به كل لمبتغى له، والأمر الهام هنا أن إيصال فرنجية من قبل الثنائي يزداد صعوبة مع الوقت والظروف الموضوعية.
على ان الأهم في هذه اللحظة بالنسبة الى الرجل هو سلك التوريث لتيمور طريقه الآمنة، ولعل انسحاب الأب قبل أسابيع من المشهد دلّ على تسليم بخيارات الإبن المتشددة والذي يتسلم في 25 الشهر الحالي مسؤولية «الحزب التقدمي الإشتراكي» وينتظره الكثير من العمل والدعم في مرحلة ليست بقدر صعوبة تلك التي مرَّ بها الأب، لكنها ستشهد تحوّلات كبرى قد تطلق تأريخاً جديداً في السنوات المقبلة للكيان اللبناني.
عمّار نعمة - اللواء
|