لعله السؤال الذي يرتبه أولًا تضخم "الخطر الوجودي" للنزوح السوري المتعاظم الى لبنان خصوصاً في الآونة الأخيرة والذي بات يحتم تحركاً دولياً للبنان يتجاوز كل المألوف بعدما تبين أن حجم الخطر فاق التقديرات الأشد تشاؤماً. ولذا اكتسب الإنذار القبرصي الذي صدر في الساعات الأخيرة منبهاً أوروبا من خطر "انهيار السد اللبناني" أمام ضخامة النزوح السوري بعداً استثنائياً في أهميته وتردد صداه الإيجابي بقوة في المناخات اللبنانية المأزومة إذ اعتبر أول إنذار من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يضع دول الاتحاد في مواجهة مسؤوليتها الهائلة إن هي مضت في التعامل مع الكارثة اللبنانية بمنطق تبرير القصور الأوروبي والزعم بأن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة النازحين من بلدان الجوار.
ويفترض أن يكون ملف النزوح السوري الملف الأول الأساسي الذي سيثيره وفد لبنان الرسمي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعضوية وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب إلى نيويورك في اللقاءات التي سيجريها من خلال مشاركته في افتتاح الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والنشاطات التي تقام على هامشها. وقد غادر الوفد بيروت أمس على أن يشرع في إجراء لقاءات خلال وجوده في نيويورك على هامش أعمال الدورة.
في غضون ذلك برز إعلانُ قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، أنّها طلبت من التكتل مراجعة وضع سوريا، إن كانت ما زالت غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها. تأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية على الأجانب في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين في الجزيرة المتوسطية.
ولفت وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو إلى أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها. وفي رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، قال يوانو إنه أثار أيضاً الحاجة الملحة لمساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري.
وأضاف: المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة".
|