أعضاء من «حزب البعث» في دمشق يسلّمون أسلحتهم: لم نعد بعثيين

عربي ودولي
12-12-2024 |  06:26 PM
أعضاء من «حزب البعث» في دمشق يسلّمون أسلحتهم: لم نعد بعثيين
244 views
Agencies Source:
-
|
+
قدم أعضاء في «حزب البعث» على تسليم أسلحة خفيفة اليوم الخميس إلى عناصر في فصائل المعارضة بالعاصمة السورية دمشق.

ففي مكتب فرع دمشق للحزب، قال ماهر سمسمية (43 عاما) الذي كان مديرا للشؤون الإدارية في «كتائب حزب البعث»، الذارع العسكري للحزب الحاكم، متنفسا الصعداء «لم نعد بعثيين».

وأضاف: «كنّا مجبرين على الانتماء (الى الحزب). بالنسبة لهم ما لم تكن معنا، فأنت ضدنا».

وكان الحزب الذي حكم سورية على مدى ستين عاما أعلن الأربعاء تعليق أنشطته بعد سقوط حكم بشار الأسد الأحد، و«تسليم كافة الآليات والمركبات والأسلحة» التي يملكها الى وزارة الداخلية، على أن «توضع كافة أملاك وأموال الحزب تحت إشراف وزارة المالية.. ويودع ريعها في مصرف سوريا المركزي».

وجاء ذلك بعد أيام على سقوط حكم بشار الأسد وفراره الى روسيا.

ومارس الحزب سياسة الترهيب وتحكّم بكل مفاصل الحياة، وكان المنتمون اليه بين المحظيين القلائل الذين يحصلون على وظائف مثلا وخدمات.

وروى سمسية أن جميع المسؤولين عنه تواروا عن الأنظار منذ الأحد: «هربوا، اختفوا فجأة».

وعلى مدخل المكتب، وقف مسلحون يتسلّمون الرشاشات ويكدّسونها فوق بعضها البعض.

وقال ماهر إن مهمته في الحزب كانت «استقطاب المدنيين ليتمّ تسليحهم.. فقدنا الكثير.. ذهبوا لأجل قضية لا يعرفون عنها شيئا».

وعلى غرار ماهر سمسمية، سلّم فراس زكريا (53 عاما) سلاحه أيضا. وقال الرجل الذي كان موظفا في وزارة الصناعة «طُلب منّا تسليم السلاح،

ونحن نؤيد هذا الأمر... نحن متعاونون لمصلحة هذا البلد».

ومثل كثر غيره، روى زكريا أنه كان مرغما على الانتماء للحزب ليتمكّن من الحصول على وظيفة في الدولة. وأضاف «بحكم وجودنا في هذا البلد، كان ينبغي أن نكون في حزب البعث العربي الاشتراكي لنحصل على أي عمل».

وفي العام 2012، تمّ إقرار دستور جديد في سورية ألغى الدور القيادي للحزب الحاكم، وحلّت مادة نصّت على «التعددية السياسية» محل المادة الثامنة التي تشدّد على دور الحزب «القائد في الدولة والمجتمع». لكن كان ذلك فقط على الورق.

وفي يوليو 2024، تم الإعلان عن فوز الحزب مجددا بغالبية مقاعد مجلس الشعب، في رابع انتخابات، مثيرة للجدل، بعد اندلاع الثورة في العام 2011.

صور ممزقة

وفي مقرّ القيادة المركزية لحزب البعث في وسط دمشق، لم تبق إلا صور ممزقة لبشار الأسد، وسيارات مهجورة أمامه، وأوراق مبعثرة، ومكاتب فارغة، ومسلحون من هيئة «تحرير الشام» يقفون حراسا للمكان. وخلا المقر من جميع المسؤولين والعاملين فيه. هناك كان يجتمع بشار الأسد، الأمين العام للحزب، مع الأعضاء والقيادات.

وفي الباحة الخارجية، تمثال لحافظ الأسد محطّم على الأرض، وسيارات فارهة صينية الصنع يبدو أنها كانت لمسؤولين في الحزب، أوقفت في الخارج، تم تحطيم نوافذها وأبوابها.

وفي الطابق الأرضي للمبنى، لوحة على الجدار لحافظ الأسد وابنه باسل الأسد الذي قضى في حادث سير، مع شخصيات أخرى. وهي الصورة الوحيدة لعائلة الأسد التي نجت من التمزيق والتكسير بعد أن دخل متظاهرون ليلة سقوط حكم حزب البعث إلى المقرّ.

وفي مكتب من مكاتب المبنى المؤلف من طبقات عدّة، أوراق تكدّست في مكتبات أو تبعثرت عشوائيا على الأرض، إحداها مؤرخة في 12 نوفمبر 2024، عبارة عن اقتراح من فرع حلب لـ«حزب البعث» لـ«طرد» رفاق بسبب «خيانتهم الوطن والحزب من خلال تعاملهم مع العصابات الإرهابية المسلحة وقيامهم بالتدريس في مدارس ما يسمى (الائتلاف المعارض)».

بقيت فناجين من القهوة وقطع خبز وطعام مكانها في غرفة أخرى من غرف المقر، وكأن من تركها غادر على عجلة.

في طابق تحت الأرض، يقول المسلحون الذين يحرسون المكان الآن إنه كان يستخدم سجنا، تبعثرت هراوات وبطاقات وبزات عسكرية على الأرض.

وفي مستودع خارجي، عثر المسلحون على صناديق تحتوي على قنابل يدوية ذات صناعة روسية.

وعدد البعثيين في سورية غير معروف.
 

عربي ودولي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره