"أبو الياس"... مقعد ونصّ
|
|
إنتخابات
|
|
|
|
|
|
كتبت كلير شكر في صحيفة الاتحاد
حين يحضر اسم ميشال المر، يلحقه سريعاً شريط المقارنة بين مشهد الامبراطورية التي كان الرجل حاكماً بأمره فيها وبين موقعه راهناً على الخارطة السياسية. فعلاً السياسة "دولاب".
ولكن الأمر لا يحبط أبداً أبو الياس ولا يبدّل من عزيمته. يتحضّر للاستحقاق بالحماسة ذاتها التي اقتحم بها غمار السياسة، وإن كان للعمر "حقه".
مكاتب "عمارته" مفتوحة على الدوام ولا يبدي أي استعداد لتسليم الراية لأحد. يتكل بشكل أساسي على زنود رؤساء البلديات المحسوبين عليه و"الاوفياء القدامى" لخوض معركته. ولكن أيام "العزّ السلطوي" ولت، وزمن الزعامة الأرثوذكسية انتهى، وتقلص الهدف لحدود حماية المقعد.
يدرك الرجل أنّ معركة المتن هي صراع ماروني بامتياز، سيشدّ عصب أبناء مار مارون وسيجيّر أصواتهم التفضيلية لصالح مرشحي أبناء ملتهم من دون غيرهم.
يخشى من تصويت مذهبي يجرف المتنيين الى شباك الموارنة على حساب بقية المرشحين، لا سيما وأنّ الثقل المسيحي في هذه الدائرة هو لرعايا بكركي. فقد سجلت لوائح الشطب للعام 2017، 79900 ماروني، 25400 أرثوذكسي، 17500 كاثوليكي...
ولذا لا بدّ من حليف ماروني قوي قادر على تحويل اندفاعة أبناء طائفته باتجاه اللائحة. القنوات مفتوحة مع سامي الجميل. الحسابات الانتخابية قد تكون جسر التقاء، لكن العقدة في خشبة السياسة.
لا يغلّب ميشال المر المنطق الانتخابي على ما عداه. يبقى الأساس بالنسبة له في السياسة. هكذا بدا عليه المشهد الجامع بين الجميل وأشرف ريفي صعباً على الهضم، كما خطاب سامي التصعيدي الذي لا يوفّر صديقاً او خصماً. فيتسلّح بالوقت قبل ان يحسم خياره.
في المقابل، لا حواجز بالسياسة العامة مع الرئيس ميشال عون، ولكن المقاربات الانتخابية مختلفة. مساعي رأب الصدع مستمرة ولكن من دون نتيجة الى الآن. الطاشناق يقوم بما عليه كي لا يترك حليف الأيام الصعبة الحلوة. والنائب نبيل نقولا يسعى لإصلاح ما أفسده زمان الاستحقاقات السابقة.
بالنسبة للمر لا فيتو على التفاهم، ولكن لن يرضى بالمقابل أن يتمّ التعامل معه على أن "بقايا زعامة" تُكرّم بمقعد. وفق حسابات بعض العونيين لا يتخطى حجم الحالة المرية بأكثر من سبعة آلاف صوتاذا لم نقل أقل.
وفق ماكينة العمارة، الرقم مثير للضحك والنهفة. يقول أحد أركانها إنّ زعامة ميشال المر صار لها نصف قرن من التجربة والعمل والخدمات والحضور. وأهال المتن أوفياء.
يفلشون أسماء البلدات والقرى المتنية أمامهم، ويجمعون أرقام المؤيدين، صوتاً صوتاً. يعرفون الناس فرداً فرداً، وجبّاً جبّاً. والخلاصة بالنسبة لهم أنّ الكتلة المرية ستتجاوز الـ17 ألف صوت تفضيلي!يعني "مقعد ونص". وعلى هذا الأساس يبنون عمارة حساباتهم الانتخابية.
|
|
|
|
|
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره
|
|
|