ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور عدد من المؤمنين.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "المسيح قام من بين الأموات، ووطىء الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور. بعدما عيدنا لقيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات، مررنا بأسبوع يسمى "أسبوع التجديدات"، لأننا، في كل يوم من الأسبوع الماضي، جددنا التعييد للقيامة المجيدة كأننا نعيد نهار الفصح نفسه. إحتفلنا في اليوم الأول ب"إثنين الباعوث"، لأن البشرية انبعثت من الخوف الناتج عن الموت، إلى الفرح السرمدي والحياة الأبدية اللذين أدخلتهما القيامة البهية إلى بشريتنا الساقطة. لهذا السبب، قرأنا الإنجيل المقدس بعدة لغات، دلالة على أن القيامة هي لكل المسكونة، بجميع لغاتها وشعوبها، والكل مدعو إلى قبول هذه البشرى بالحرية الممنوحة له من الله".
أضاف: "هناك من يشكك بإمكانية قيامة لبنان. بعض اللبنانيين مقتنعون أن لا شيء سيتغير بالانتخابات، لذلك لا جدوى منها. لهؤلاء نقول إن عليهم المحاولة. من لا يزرع لا يقطف ثمارا، ومن لا يعمل لا يجني نتيجة. بلدنا بحاجة إلى من يؤمن به ويعمل من أجل إنقاذه.
لبنان بحاجة إلى رجال كبار يقدمون مصلحته على كل مصلحة، يصارحون الشعب ويضعون الخطة الإنقاذية المناسبة من أجل انتشاله من القعر حيث يرزح. لبنان ليس بحاجة إلى علاج مسكن بل إلى حل جذري يوقف الإنهيار ويولد الأمل في النفوس، يحد موجات الهجرة، ويعيد للمواطن كرامته وحقوقه، ويضع حدا للبطالة والفقر والجوع والعوز، ويعيد توحيد المجتمع تحت راية الدولة القوية العادلة، ويعيد الشعب شعبا واحدا، ومجتمعا متراصا، ويضمن حدودا محصنة وسيادة محفوظة. كل هذه لن تحصل إلا إذا قرر اللبنانيون، كل اللبنانيين، التوجه إلى صناديق الاقتراع وانتخاب رجال ونساء أكفياء، نظيفي الكف وحسني السمعة وذوي علم واختصاص وخبرة، وقبل كل شيء مؤمنين ببلدهم ومزمعين على العمل من أجل إنقاذه".
وختم عوده: "دعوتنا اليوم هي إلى الابتهاج بقيامة الرب، وإلى نشر هذه البشرى السارة من دون أدنى شك بحقيقيتها، وأن نسعى إلى الحفاظ على الحضور الإلهي في حياتنا وفي وطننا كي نبقى سائرين في النور القيامي المبهج، نحو الحقيقة الوحيدة، بمؤازرة الروح القدس، آمين".
|