بخفَّةٍ متناهيةٍ وبعبثيةٍ تقتربُ من الجنونِ، غنى رئيسُ التصريفِ،
"عا العصفورية" بصوتٍ شجيٍّ، يحملُ الكثيرَ من السخريةِ والشماتةِ وإنعدامِ المسؤوليةِ...
هكذا، وبغيابٍ تامٍ للمسؤوليةِ غنى "النجيب IV " في مهرجانٍ لدعمِ السياحةِ،
وتنبأ لنا الذهابَ الى العصفوريةِ إذا بقينا هكذا...
لم نعرفْ مع منْ كانَ يتحدَّثُ، وعمَّنْ كانَ يتحدَّثُ، ولِمنْ يتوجَّهُ، وهو المسؤولُ اساساً.
وهلْ كانتْ هذهِ النكتةُ السمجةُ نعياً للبلدِ خلالَ مهرجانٍ سياحيٍّ؟
هلْ صارَ يحقُّ لنا السؤالُ منْ همُّ المجانينُ؟ ومنْ اوصلَ البلادَ الى عصفوريةٍ داخلَ جهنَّمٍ؟
أليسوا همْ أهلُ الفسادِ مع "النجيبِ" منْ يأخذوننا الى العصفوريةِ داخلَ الجحيمِ؟
ماذا فعلَ "طويلُ الهامةِ"،
الذي كنا نتمنى لو انهُ مدَّ كرامةَ الناسِ على طولِ قامتهِ؟
ماذا فعلَ "طويلُ الهامةِ"،ويفعلُ هذا "العجيبُ" حتى يمنعنا من الذهابِ الى الجحيمِ؟
أليستْ تصرُّفاتهُ وتصرفاتُ وممارساتُ غيرهِ مِمَّنْ يعيشُ معهم نعيمَ السلطةِ والفسادِ، هي التي تدفعُ الى الجنونِ؟
كيفَ يُسوِّقُ "النجيبُ" بحضورِ سفراءٍ ووزراءٍ يُصفِّقونَ لهُ للسياحةِ في بلدِ العصفوريةِ،
ونحنُ نعيشُ الجنونَ في التعاملِ مع القضاءِ في المركزيِّ، وفي المناقصاتِ وفي التوقيفاتِ...
أليسَ جنوناً وعصفوريةً ان ينزلَ "النجيبُ" الى لجنةِ المالِ والموازنةِ منتشياً بالكلامِ عن خطَّةِ تعافٍ وارقامِ وصندوقٍ سياديٍّ،
وحتى الساعةَ لم يتجرأُ على ارسالِ قصاصةِ ورقٍ خطِّيةٍ الى مجلسِ النوابِ حولَ هذهِ الخطَّةِ لأنها خطَّةٌ مبنيةٌ على الاوهامِ، ولذلك يرفضها صندوقُ النقدِ؟
***
ماذا يفعلُ هذا الرجلُ في البلادِ التي تديرها معهُ عصاباتُ الهدرِ والفسادِ القديمةِ والجديدةِ،
بالاستيلاءِ على اموالِ وودائعِ الناسِ، وكأنها تؤمِّمُ الملكياتِ وتقرْصنُ على الاموالِ والمؤسساتِ تحتَ عنوانِ الضغوطِ من قبلِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ ...
كانَ ينقصنا "المفوضُ السامي الجديدُ دوكان"، حتى تكتملَ حكايةُ الاستعمارِ والاستعبادِ...
يرتضي "النجيبُ" ويطلبُ من السفراءِ ومن الموفدينَ الضغطَ باسمِ اوروبا واميركا وصندوقِ النقدِ على اللبنانيينَ، وعلى المؤسساتِ كونهُ يخشى هو من مواجهةِ الحقائقِ؟
اينَ السيادةُ هنا؟
وكيفَ نسلِّمُ رقابنا لاصلاحاتٍ يطلبها المُفوضونَ والسفراءُ في بلدٍ تحكمهُ العصاباتُ والاحكامُ الاستنسابيةُ والمؤسساتُ الفاسدةُ...
ماذا نفعلُ غيرَ الخضوعِ من دونِ نقاشٍ للخارجِ بعدما بتنا ايضاً رهائنَ جلادي الداخلِ؟
***
لم نعدْ نعرفُ الصحَّ من الغلطِ، ولا اينَ تقعُ مصلحةُ المواطنِ... كلُّ فريقٍ يكذبُ باسمِ المواطنِ وودائعهِ ومستقبلهِ...
اما المواطنونَ فلا رأيَ لهمْ،
والأنكى انهمْ عالقونَ في دوَّامةِ العصفوريةِ والسجنِ الكبيرِ، في غيابِ جوازاتِ السفرِ وتعطُّلِ معاملاتهمْ بفعلِ اضرابِ موظفي القطاعِ العامِ.
آخرُ "تشبيحةٍ" يحاولُ "النجيبُ" تمريرها كمنْ يعطي بيدٍ ويأخذُ بيدٍ اخرى...
محاولةُ تمريرِ مرسومٍ لحكومةِ تصريفِ الاعمالِ لزيادةِ الدولارِ الجمركيِّ،تحتَ عنوانِ زيادةِ الوارداتِ لدفعِ الزياداتِ لموظفي القطاعِ العامِ...
وإذا عجزَ عن ذلكَ، فسيذهبُ الى مجلسِ النوابِ في جلساتهِ المنعقدةِ الاسبوعَ المقبلَ لاقرارِ زيادةِ الدولارِ الجمركيِّ...
وهكذا ستقفزُ الاسعارُ بشكلٍّ جنونيٍّ في وقتٍ لا تزالُ السحوباتُ هي نفسها على الـــ 8000 ، والدولارُ الجمركيُّ قد يقفزُ فوقَ العشرينَ الفاً..
سيُعطي الموظفينَ بيدٍ ويأخذُ الاموالَ بيدٍ اخرى...
والجائعُ لا مكانَ لهُ بعدَ اليومِ حتى لنقطةِ هواءٍ...!
الكاتب " الهام سعيد فريحة "
|