عوده: الدولة تستعاد بإرادة العمل وتطبيق الدُستور
|
|
محلي
|
|
|
|
|
|
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها:
“حــيــاتُــنــا إذاً هــي مــرآةٌ لإيــمــانِــنــا، ومَــن يــؤمِــنُ أنَّ مَــنْ أرادَ أنْ يُــخــلِّــصَ نــفــسَــه يُــهــلِــكُــهــا، عــلــيــه أنْ يَــمــنَــعَ عــنــهــا كُــلَّ مــا يُــســيءُ إلــى تَــنــقــيَــتِــهــا وخــلاصِــهــا، فــلا تــعــودُ تَــكــتَــرِثُ لــلــمــالِ والــســلــطــةِ والــمــجــدِ وكــلِّ أشــيــاءِ الــعــالــمِ الــفــانــيــة، إذ «مــاذا يَــنــتَــفِــعُ الإنــســانُ لــو رَبِــحَ الــعــالــمَ كــلَّــه وخَــسِــرَ نــفــسَــه» كــمــا سَــمِــعــنــا فــي إنــجــيــلِ الــيــوم؟ ومــاذا يُــعــطــي الإنــســانُ فــداءً عــن نــفــسِــه عــنــدمـا يَــقِـــفُ فــي حــضــرةِ اللهِ يــومَ الــديــنــونــةِ الــرهــيــب؟ هــل يُــقــدِّمُ ثــروتَــه الــطــائــلــة الــتــي لــم يُــحْــسِــنْ اســتِــخــدامَــهــا بــمــا يُــرضــي مَــنْ مَــنَــحَــه إيّــاهــا؟ أم يُــعــطــي مــا جَــمَــعَــه مِــنْ ألــقــابٍ ومــا وصَــلَ إلــيــهِ مِــنْ مــراكــزَ داسَ بــواسِــطــتِــهــا الــفـــقــيــرَ، واضــطــهــدَ الــضــعــيــفَ، ونَــصَّــبَ نــفــسَــه قــاضــيــاً ودَيّــانــاً لــكــثــيــريــن؟ الــمــســيــحُ صُــلِــبَ مِــنْ أجــلِــنــا. مــاتَ لأنّــه أحــبَّــنــا وشــاءَ خــلاصَــنــا. وعــنــدمــا يَــدعــونــا إلــى حَــمْــلِ الــصــلــيــبِ، صــلــيــبِ الــخــطــيــئــةِ، هــو لا يَــدعــونــا إلــى الــعــذابِ بــل إلــى الــحــيــاة، لأنّ مَــنْ داسَ خــطــيــئــتَــه، ومــحــا أنــانــيّــتَــه، وتَــجَــرَّدَ مِــنْ كِــبْــرِيــائِــه وأخــطــائِــه، هــذا يــدخُــلُ فــي الــفــرحِ الــحــقــيــقــيّ، ويُــعــايِــنُ نــورَ الــقــيــامــةِ الــبــهــيّ”.
وقال: “لــبــنــانُ يَــســتَــحِــقُّ الــحــيــاة، وشــعــبُــه الــمُــبــدِعُ لا يَــســتَــحِــقُّ مــا هــو فــيــه. لا يَــكــادُ يَــنــقــضــي أســبــوعٌ دونَ أنْ نــســمــعَ بــتَــفَــوُّقِ طــبــيــبٍ لــبــنــانــيّ، أو نــجــاحِ جـــمــعــيــةٍ لــبــنــانــيــة، أو إبــداعِ فَــنّــانٍ أو أديــبٍ لــبــنــانــيّ، أو اكــتــشــافِ بــاحــثٍ لــبــنــانــيّ، أو تَــمَــيُّــزِ مــؤسَّــســةٍ تــربَــويَّــةٍ لــبــنــانــيّــة، أو رِيــادةِ أُخــرى طــبّــيَّــة، أو تــألُّــقِ فــرقــةٍ فــنــيّــةٍ أو ريــاضــيّــةٍ لــبــنــانــيّــة، وآخِــرُ الإبــداعــاتِ الــنــجــاحُ الــكــبــيــرُ الــذي حــقَّــقَــتْــه فِــرقــةُ مَــيّــاس، كــلُّ ذلــك بــجــهــودِ الــلــبــنــانــيــيــن وحــدَهــم الـــذيــنَ يَــفــتَــقــرونَ إلــى الــفُــرَصِ فــي بــلادِهــم، وقــد أظــهـروا أنَّ بــإمــكــانِ الــحُــكَّــام أن يَــســرُقــوا كُــلَّ شــيءٍ مــنــهــم، إلاَّ أحــلامَــهُــم. هــؤلاء الــلــبــنــانــيــيــن الــذيــن يَــدفَــعــونَ ثــمَــنَ أخــطــاءِ حُــكّــامِــهــم وســوءِ إدارتِــهــم وقِــلَّــةِ إحــســاسِــهــم بــالــمــســؤولــيّــة، والــذيــن يُــعــانــون الــيــأسَ والــذُلَّ والــمــرارةَ، فــيــمــا هــم يَــســتــحِــقــون حــيــاةً كــريــمــةً فــي وطــنٍ يــلــيــقُ بــهــم وبــطــمــوحــاتـِــهــم وإبــداعــاتِــهــم، وهــم الــذيــن يــعــطــون صــورةً مــشــرِقَــةً عــن لــبــنــان. الــدولــةُ تُــسْــتَــعــادُ بــالإرادة، إرادةِ الــعــمــلِ والــتــضــحــيــة، بــاحــتــرامِ الــدُســتــورِ وتَــطــبــيــقِــه لا تَــشْــويــهِــه، بــالــنــزاهــةِ والــقــدوةِ الــحَــسَــنَــة، بــالــتَــخــلّـي عــن الــمَــصـالِـحِ، بــالــعــدالــةِ تُــطَــبَّــقُ عـــلــى الــجــمــيــعِ، وهــذا سَــهــلٌ إذا صَــفـَـتْ الــنِــيّــاتُ وانــتَــفَــتْ الــمــصــالِــح”.
وختم: “صــلاتُــنــا أن يُــلــهِــمَ الــربُّ الإلــهُ نــوّابَ الــشــعــبِ كــي لا يَــعـــمَــلــوا إلاّ مِــن أجــلِ خــيــرِ الــشــعــب، وأن يَــقــومــوا بــواجِــبــاتِــهــم بــحــســبِ مــا يُــمــلــيــه عــلــيــهــم ضــمــيــرُهــم، وأن يــنــتــخِــبــوا رئــيــســاً لــلــبــلادِ فــي أســرعِ وقــتٍ لــيــتــحــمَّــلَ مــســؤولــيــةَ إخــراجِ الــبــلــدِ مِــن ظــلــمــةِ الــمــوتِ إلــى نــورِ الــحـيـــاة”.
|
|
|
|
|
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره
|
|
|