ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "تقيم كنيستنا المقدسة اليوم تقدمة لعيد دخول والدة الإله الفائقة القداسة إلى الهيكل. إن حياة العذراء القديسة مليئة بالدروس التي على كل مسيحي أن يتعظ منها. إذا تمعنا في المقطع الإنجيلي الذي سمعناه اليوم، يمكننا أن نفهم أهمية والدة الإله.
وقال:"نأسف أن الأنانية تتحكم بنفوس ذوي السلطة في بلدنا. يسعون إلى توسيع أهرائهم ليخزنوا فيها ما جنوه وسيجنونه، بدلا من تحمل مسؤولياتهم ومساعدة المواطنين على العيش الهانئ الكريم. المهم لديهم أن مصالحهم مصانة وأنهم يأكلون ويشربون ويعلمون أبناءهم في الخارج، فيما يئن المواطنون وأبناءهم ساعين وراء رزقهم بعرق الجبين والقهر.
حتى متى يتناسى هؤلاء أن الرب هو المالك الحقيقي لكل ما لديهم؟ إلى متى ينسون أن الموت يأتي على غفلة، فيتركون ما جنوه في هذه الأرض عليها، ويرحلون فارغي اليدين؟ أما آن الأوان للعمل الجدي، للتخلي عن الأنانيات والمصالح الشخصية والأحقاد، والنظر بعين الرأفة إلى شعب خارت قواه سعيا وراء فتات يسد بها جوعه. اسمعوا صوت الرب بواسطة صرخة الضمير.
قوموا بواجباتكم. انتخبوا رئيسا، شكلوا حكومة، أصلحوا المؤسسات، أعيدوا الحياة للقضاء والعدالة للناس، أنيروا حياتهم بالكهرباء الغائبة وبنور الأعمال الصالحة. ما يهم الناس هو المستقبل، لذلك يجب تخطي الماضي وأحقاده، والتطلع الى طريقة للخروج من المأزق. مراجعة الماضي ضرورية لأخذ العبر، وعدم تكرار الأخطاء. لكن الإبطاء في التقدم ليس من مصلحة أحد.
فإلى تدني الأداء السياسي نشهد تدنيا في الأخلاق وجرائم وسرقات لم تنج منها حتى أسلاك الكهرباء وأغطية المجاري الصحية التي أصبحت مصيدة للعابرين. لن تستقيم الأمور إلا بتكوين عناصر الدولة أي رئيس وحكومة وإدارة وقضاء، لتصبح فاعلة، تحكم وتحاسب وتعاقب".
وختم: "دعوتنا اليوم أن نتعلم الدرس الذي أرادنا المسيح أن نحفظه قبل فوات الأوان. دعوتنا أن نتعلم من مدرسة العذراء القديسة كيف نعيش التواضع والمحبة والرأفة والتخلي عن الأنا، فنتبارك وتتبارك جميع الخليقة".
|