الراعي: منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية

محلي
15-1-2023 |  04:42 PM
الراعي: منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية
964 views
Source:
-
|
+

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس السلام العالمي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.
 
بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"تعاليا وانظرا" قال فيها:  "عندما سمع تلميذا يوحنا شهادته عن يسوع أنه حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم، تبعاه وسألاه: يا معلم أين تقيم؟ فأجابهما يسوع: تعاليا وانظرا .
 
أضاف: "في إطار تعزيز السلام بوجهه الإجتماعي والإقتصادي والطبي والتربوي، نرحب في ما بيننا بالنقباء: بشارة الأسمر رئيس الإتحاد العمالي العام، وجو سلوم نقيب الصيادلة، ونعمه محفوض نقيب المعلمين.

فإنا معهم نشجب وندين الممارسة السيئة من قبل المسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الدرك من الفقر المدقع، والإنهيار الكامل للقطاعات الأساسية والمؤسسات، وإلى هذه الحالة من الفساد والتهريب والتزوير المدعومة من النافذين في السلطة.

مع هؤلاء النقباء وكل الشعب اللبناني نطالب المجلس النيابي والكتل النيابية الكف عن هدم البلاد والمؤسسات وعن إفقار المواطنين. وندعوهم لإنتخاب رئيس للجمهورية وفقا للدستور، رئيس يسهر على الإنتظام والخير العام والدستور، متجرد من أية مصلحة شخصية أو فئوية، رئيس عينه شبعانة، يأتي ليسخى في العطاء، لا ليأخذ.

وفي إطار السلام العادل، وانتصار العدالة على الظلم، أرحب بعائلات ضحايا تفجير مرفأ بيروت. لقد جاء توقيف عزيزنا وليم نون، المجروح في صميم قلبه بفقدان شقيقه الغالي بتفجير مرفأ بيروت، ليبين أن القضاء أصبح وسيلة للإنتقام والكيدية والحقد.

وإن الأجهزة الأمنية تلبس ثوب الممارسة البوليسية: وليبين فلتان القضاء بحيث صار يحلو لأي قاض أن يوقف أي شخص من دون التفكير بردات الفعل وبالعدالة ألا يخجلوا من أنفسهم الذين أمروا باعتقال هذا الشاب المناضل وبدهم منزله وسجنه غير عابئين بمآسيه ومآسي عائلته وكل أهالي ضحايا المرفأ، وغير مبالين بردة الشعب؟ ثم يستدعون مناضل آخر بيتر بو صعب وهو شقيق شهيد آخر.

هل يوجد في العدلية قضاة مفصولون لمحاكمة أشقاء شهداء المرفأ وأهاليهم؟ إننا نقدر وقفة إخواننا السادة المطارنة وأبناءنا الكهنة والرهبان والسادة النواب والمواطنين، مستنكرين بتضامنهم هذه الممارسات المقيتة التي تقوض أساسات السلام.

وفي إطار السلام الإجتماعي العادل، نرحب بموظفي الدوائر العقارية الذين يرفعون إلينا ظلامة حملة التوقيفات الجارية في الدوائر العقارية في جبل لبنان حصرا. ويطلبون إلينا التدخل لرفع هذه الظلامة".
 
تابع: أتمنى أن نتمكن في السنة الجديدة من أن نسير معا، ونتعلم من التاريخ. وإني أقدم أطيب التمنيات إلى رؤساء الدول والحكومات، وإلى رؤساء المنظمات الدولية، وإلى قادة الديانات المختلفة، وإلى كل الرجال والنساء أصحاب النوايا الحسنة متمنيا لهم سنة جديدة سعيدة وأن يكونوا صانعي سلام يبنونه يوما بعد يوم! ومريم الكلية الطهارة، أم يسوع وملكة السلام، فلتشفع بنا وبالعالم أجمع. كم يؤسفنا أن المسؤولين عندنا لم يتعلموا شيئا من جائحة كورونا، فظلوا ضحايا كورونا فسادهم وكبريائهم وأسر مصالحهم وحقدهم وسوء نواياهم ومرضهم التخريبي: فلا انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا صلاحيات كاملة لمجلس الوزراء، ولا من وضع حد للإضطراب القضائي والفلتان الأمني، وللتعديات على أملاك الغير، ولشح الطاقة. ومن المؤسف أيضا بل والمخجل أن دولا عربية وغربية تعقد لقاءات وتتشاور في كيف تساعد لبنان للنهوض بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية فيما المجلس النيابي مقفل على التصويت، متلطيا وراء بدعة الإتفاق مسبقا على شخص الرئيس، وهم بذلك يطعنون بالصميم نظامنا الديمقراطي البرلماني (مقدمة الدستور "ج")، ويقلدون ذواتهم حق النقض. على هذا او ذاك من الاشخاص. فيا أيتها الجماعة السياسية، أيتها الأحزاب، أيها النواب: لقد استنفدتم جميع الوسائل والمواقف والمناورات وتباريتم في التحديات والسجالات، ولم تتوصلوا إلى انتخاب رئيس تحد ولا رئيس وفاق ولا أي رئيس. هذا يعني أنكم ما زلتم في منطق التحدي. لا شعب لبنان ولا نحن نحتمل تحديا إضافيا على صعيد الرئاسة ولا على غير صعيد. حذار حذار: فجو المجتمع تغير. النفوس تغلي وهي على أهبة الانتفاضة. لم يصل أي شعب في العالم إلى هذا المستوى من الانهيار من دون أن ينتفض ويثور أكان في دولة ديمقراطية أم في دولة ديكتاتورية".
 
وقال: "إن إطالة الشغور الرئاسي سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية. منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير، لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية. وما نطالبه لطوائفنا نطالبه للطوائف الأخرى. لكننا نلاحظ تصويبا على عدد من المناصب المارونية الأساسية لينتزعوها بالأمر الواقع، أو بفبركات قضائية، أو باجتهادات قانونية "غب الطلب"، أو بتشويه سمعة المسؤول. نحن لا ندافع عن أشخاص بل عن مؤسسات.

لا يهمنا رئيس مجلس القضاء الأعلى بل القضاء، ولا يهمنا حاكم مصرف لبنان المركزي بل مصرف لبنان المركزي، ولا يهمنا أصحاب المصارف بل النظام المصرفي اللبناني وودائع الناس، ولا يهمنا تشريع الكابيتال كونترول بعدما فقد مفعوله، بل الحفاظ على الاقتصاد الحر وحرية التبادل مع الخارج. لكن ما نرصده هو أن التركيز على الأشخاص يستهدف هدم المؤسسات التي يقوم عليها النظام اللبناني وتطيير أموال المودعين. تكلمنا عن كل هذه الامور لاننا نحتفل بيوم السلام العالمي، فلا فائدة من الكلام عن السلام في الهواء اذا كان السلام مفقودا في حياتنا اليومية. فالسلام يبنى وهو أنشد على الارض يوم ميلاد يسوع المسيح. انشده الملائكة:المجد لله في العلى وعلى الارض السلام".
 
وختم الراعي: "خسر لبنان هذا الأسبوع دولة الرئيس حسين الحسيني الذي برز في الحياة السياسية اللبنانية رجل دولة يحترم الدستور ويلتزم الميثاق وينفتح على جميع المكونات اللبنانية من أجل تعزيز وحدة لبنان في إطار اتفاق الطائف الذي لا يزال كاتم أسراره وملابساته. وإذ نعرب عن حزننا على فقده، نقدم إلى مجلسي النواب والوزراء وأفراد عائلته وأنسبائه وعارفيه، تعازينا الحارة. في خضم الضياع وفقدان عطية السلام، فلنبحث، أين يسكن يسوع؟ يسكن في كلام إنجيله وفي سر القربان، حيث هو حاضر بيننا، لكي نجد السلام ونكون من صانعي السلام. له المجد والشكر إلى الأبد، آمين".

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره