"الثنائي" يفرض التزكية بالبلديات جنوباً والمعارضة تستعدّ للمعركة!
|
|
محلي
|
|
|
|
|
|
تعيد الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب المزمعة في الخامس والعشرين من أيار المقبل، المعارضات على إختلافها إلى اختبار جديد، بعد تجربة الانتخابات النيابية في العام 2022. حينها سجلت المعارضة خرقاً في جدار الثناني الشيعي لأول مرة منذ انتظام الانتخابات البرلمانية بعد الحرب الأهلية. بيد أن الاستحقاق البلدي، الذي مُدد ثلاث مرات، يأتي في واحدة من أقصى المراحل التي تمر على الجنوب، امنياً وسياسياً واقتصادياً. وفيما قطع الثنائي حركة أمل وح زب الله مراحل في الإعداد والاستعداد لخوض الانتخابات، متحدان بلدياً ومفترقان اختيارياً، يجري حراك المعترضين، من مشارب سياسية وحزبية وعائلية متعددة، اتصالات ومشاورات، وسط عدم اكتمال رؤية التحالفات وكيفية مواجهة تماسك "الثنائي".
الثنائي يسعى للتزكية
نسج ح زب الله وأمل التحالف الإستراتيجي البلدي في العام 2010، بإعتماده على تقاسم البلديات، أنطلاقاً من نتائج انتخابات العام 2004. وكان لكل منهما شركاء من اليسار بأجنحته المتباينة في العديد من البلديات، ولم يسجل أي تغيير في توزع هيكلية المجالس. أما المجالس التي خرجت عن الاتفاق الإطاري وحملت نتائج مغايرة، فقد حُلّت بالتوافق بين الطرفين. ما رتب على عشرات القرى تراجعاً في إنمائها، في ظل غياب مجالسها البلدية وبالتالي إخضاعها لسلطة المحافظين والقائمقامين. وحالياً يسيطر ح زب الله، على مجالس بلديات، النبطية، بنت جبيل، وغالبية مجالس هاتين المنطقتين، فيما تسيطر حركة أمل على مدينة صور، ومعظم منطقتها وساحل الزهراني.
يخوض ح زب الله انتخابات المجالس البلدية بالتحالف العميق مع حركة أمل، ويسعيان إلى إنجاز توافق على المجالس البلدية "بالتزكية" وترك مساحة الصراع على المجالس الاختيارية. ويقول مسؤول العمل البلدي في المنطقة الأولى في الحزب علي الزين إن الانتخابات ستجري ضمن الإتفاق السابق من دون أي تعديل.
ويضيف في حديث لـ"المدن" أنهما يعملان ويتعاونان مع الجميع لاستبعاد أي تشنج. فـ"نحن هدفنا تنموي وخدمة الناس في مدننا وبلداتنا التي تحتاج الجميع أكثر من أي وقت مضى".
وحول الانتقادات التي توجه إلى "الثنائي" من المعارضين باحتكار المجالس البلدية وفرض ترشيحات حزبية تحت ستار "التزكية، يقول الزين: "نعمل بإتجاه إستيعاب الجميع والتلاقي مع الآخرين من أجل التنمية، لأن الناس تعبت وليست بحاجة إلى تشنجات. ولدينا تجارب عديدة في هذا المجال كما حصل في بلدات عيترون وطيردبا، على سبيل المثال، حيث أشركنا ممثلين من خارج أمل وح زب الله".
تجربة القوى اليسارية
خاضت قوى اليسار في العديد من بلدات الجنوب انتخابات المجالس البلدية في العام 2004 بتحالفات محلية مع حركة أمل وح زب الله كل على حدة. وكانت في العديد من القرى مرجحة كفة كل منهما للإتيان بالأكثرية. وذابت هذه القوى في المجالس رغم استمرار بعض أعضائها ضمن تركيبة المجالس في كافة أقضية الجنوب. في حين أن عدداً من المنظمات الحزبية الشيوعية خاضت إبتداء من انتخابات العام 2010 مواجهات مع الثنائي، فخرقت لوائحه في كل من كفرمان وأنصار وصريفا في العام 2016. لكن لم يتمكن الشيوعيون في البازورية وحولا، حيث يوجد أكبر منظمات الحزب الشيوعي على مستوى الجنوب، من تحقيق نتائج. أما منظمة عيترون فاختارت أن تكون ضمن توافق الثنائي من خلال التمثيل بأربعة أعضاء، وفي طيردبا برئيس للمجلس، ونائب رئيس بلدية في عين بعال. وبمعنى آخر فإن اليسار خاض الانتخابات على القطعة، وليس على قاعدة مواجهة شاملة، مبرراً ذلك، بأن الانتخابات البلدية، هي عمل تنموي خدماتي ويمكن من خلاله التفاعل لخدمة الناس وتكريس الشفافية.
تشاور المعارضة في صور والنبطية
المعارضة جنوباً تتمثل بقوى يسارية مثل الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الديمقراطي العلماني والبعث العراقي، إضافة إلى شخصيات مستقلة، في بلدات وقرى الجنوب، ذات الأغلبية الشيعية. وإلى جانبها برز تيار التغيير بعد انتفاضة 17 تشرين العام 2019. في المقابل تغيب تدريجاً القوى التقليدية، لا سيما تياري آل الاسعد وبنسبة أقل آل الخليل.
في مدينة صور يتألف المجلس البلدي من 21 عضواً، يتوزعون 13 عضواً للشيعة، من بينهم الرئيس ونائبه، والسنة أربعة أعضاء، والمسيحيون أربعة أعضاء. بدأ المشهد الانتخابي يخرج إلى العلن، مع توجه معارضين دائمين في المدينة يجمعهم "منتدى صور الثقافي" إلى مشاورات جانبية من جانب الحزب الشيوعي وحراك صور تتعلق بكيفية خوض هذا الاستحقاق وعدم التسليم بفوز المجلس البلدي العتيد بالتزكية. في وقت تتسارع فيه المشاورات والإتصالات بين قطبي لائحة الثناني لإنجاز اللائحة التوافقية حيث جرت العادة أن تكون بالتزكية. ويجري الطرفان اختيار الأعضاء السنة والمسيحيين بالتشاور مع المرجعيات الروحية. لكن هذا الأمر، وبحسب متابعين، ينقل المعركة إلى المستوى السياسي خصوصاً وأن عدداً كبيراً من أبناء الطائفتين صوّت للوائح المدعومة من المعارضة في الانتخابات النيابية الاخيرة، لا سيما تلك المدعومة علناً من القوات اللبنانية، ومن تيار المستقبل بشكل غير علني.
"لقد بدأنا بسلسلة من الإتصالات مع قوى ومجتمعات مدنية معارضة في صور، بهدف تشكيل نواة لائحة لخوض الاستحقاق الديمقراطي المنتظر. لن نستكين للتزكية وتهميش طيف واسع من أبناء صور". لكنه أكد أن هناك تريث كبير من قوى المعارضة في المدينة نتيجة الأوضاع العامة ومنها الأمنية.
تختلف مدينة النبطية عن صور لناحية غياب التنوع الطائفي، حتى لو أنها تتسم بالتعدد الحزبي وحضور المجتمع المدني. السيطرة الشيعية كبيرة وسط حضور أساسي ل ح زب الله، الذي لديه العدد الأكبر من أعضاء المجلس البلدي والرئاسة.
أما قوى المعارضة في النبطية فمنضوية في هيئة تنسيق إنتفاضة 17 تشرين، وتضم الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الديمقراطي اليساري وحزب الطليعة وتيار التغيير ومستقلين. وهذه القوى ما زالت تتريث في إطلاق الحراك الانتخابي، كما أكد منسق العلاقات العامة فيها عبد الكريم سرحان، مشيراً إلى أن هناك مشاورات للتنسيق حول كيفية خوض الاستحقاق.
حسين سعد - المدن
|
|
|
|
|
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره
|
|
|